المنازعات الدولية والطرق الدبلوماسية لتسويتها | المكتبة الدبلوماسية

المنازعات الدولية والطرق الدبلوماسية لتسويتها

   تقع المنازعات بين الدول كما تقع بين الأفراد، وهي كانت وما تزال قائمة.

ولقد كان القانون الدولي عبر تاريخه ، معنياً دوماً بحل المنازعات الدولية، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، طالما أن معالجة المنازعات هي أحد الأهداف الرئيسية لأي قانون على أي مستوى، ويتبع القانون في ذلك إحدى الطريقتين : أما منع وقوعها أصلاً أو تسويتها بعد وقوعها.

المقصود بالنزاع الدولي :

النزاع الدولي هو خلاف حول نقطة قانونية أو واقعية أو تناقض وتعارض الآراء القانونية أو المنافع بين دولتين ، أما المنازعات بين أفراد من جنسيات مختلفة فلا تعد نزاعات دولية حيث يحكمها القانون الدولي الخاص ، وكذلك المنازعات بين دولة وفرد من جنسية أخرى من نطاق النزاعات الدولية وتخضع لقواعد الحماية الدبلوماسية.
ويكون النزاع دولياً اذا كان طرفاه من أشخاص القانون الدولي العام وهم ( الدول و المنظمات الدولية )

متى يعد النزاع دولياً ؟

يعد النزاع دولياً في ثلاث حالات وهي :
1/ النزاع الذي ينشأ بين دولة وأخرى .
2/ النزاع الذي ينشأ بين دولة ومنظمة دولية .
3/ النزاع الذي ينشأ بين منظمتين دوليتين .

ماهي المنازعات التي لاتعتبر منازعات دولية ؟!
1/ المنزاعات التي تنشأ بين أفراد تابعين لدول مختلفة
لانها تعتبر من قبيل منازعات الأفراد التي تخضع " للقانون الدولي الخاص " .
2/ المنازعات التي تنشأ بين دولة ومواطني دولة ثانية
لانها تعتبر من قبيل المنازعات الداخلية التي تخضع " للقانون الداخلي للدولة الأولى "


أصطلح فقهاء القانون الدولي على تصنيف المنازعات في نوعين رئيسيين : منازعات سياسية ومنازعات قانونية .

المنازعات القانونية :
يكون الأطراف فيها مختلفين على تطبيق أو تفسير قانون قائم. وعادة مايتم حل هذه المنازعات عن طريق التحكيم أو باللجوء الى المحاكم الدولية .

المنازعات السياسية :
تلك التي يطالب فيها أحد الأطراف بتعديل الأوضاع القانونية القائمة . ويتم حل مثل هذه المنا زعات بالطرق الدبلوماسية أو السياسية .

الطرق الدبلوماسية لتسوية المنازعات الدولية

الطرق الدبلوماسي

ة :هي التي بموجبها تسعى الدول المتنازعة الى الأتفاق عن طريق المفاوضات الدبلوماسية لحل المنازعات الدولية .


الطرق الدبلوماسية لحل المنازعات الدولية

عرف القانون الدولي التقليدي العديد من هذه الوسائل أهمها :
1/ المفاوضات
2/ الخدمات الودية " أو " المساعي الحميدة
3/ الوساطة
4/ التحقيق
5/ التوفيق1/ [ المفاوضات ]


1
/ [ المفاوضات ]
تعريف المفاوضات :هي تبادل الرأي بين دولتين متنازعتين بقصد الوصول الى تسوية النزاع القائم بينهما .


خصائص وسمات المفاوضات :

1
- تتميز بأنها تتم عن طريق اللقاء المباشر بين الأطراف مما يؤدي الى تقريب وجهات النظر .

2-قد تكون المفاوضات شفوية , وقد تكون مكتوبة في صورة مذكرات يقدمها أحد الأطراف ليردعليها الطرف الآخر . أي ليس لها شكل محدد .

3-قد تكون المفاوضات سرية , كما قد تكون علنية , وتفيد سريتها عندما يكون موضوع التفاوض موضوعاً حساساً ويريد الأطراف التمهيد له ضماناً لنجاح الحل النهائي .




2 / [ الخدمات الودية " المساعي الحميدة " ]

حينما تتعذر تسوية منازعة ما بالمفاوضات الدبلوماسية، ويبدو تضارب الحقوق أو المطالب على أنه يتمتع بقدر كاف من الأهمية، فإنه يمكن حينئذ اللجوء إلى أسلوب المساعي الحميدة.

,,




تعريف المساعي الحميدة :

قيام طرف ثالث ( دولة أو منظمة دولية أو شخصية سياسية مرموقة ) بالتقريب بين وجهات نظر الأطراف المتنازعة في محاولة لجمع الدول المتنازعة مع بعضها وحثها على البدء بالمفاوضات والوصول ال حل للنزاع القائم بينهم

أهداف المساعي الحميدة :


1- خدمات ودية تهدف الى تفادي نزاع مسلح وحل نزاع دولي حلاً سلمياَ .

2- خدمات ودية تهدف الى وضع نهاية لحرب قائمة .



3 / [ الوساطة ]



تعريف الوساطة :هي العمل الذي تقوم به دولة ثالثة بقصد إيجاد تسوية لخلاف قائم بين دولتين متنازعتين.

ولا يفرق الكثيرون بين الوساطة والمساعي الحميدة.
وفي الحقيقة فإن الخاصية المميزة للوساطة هي أن الوسيط يقوم بدور أكثر إيجابية، فيشترك في المفاوضات وفي التسوية نفسها اشتراكاً فعلياً، ويبدي للطرفين وجهة نظره الخاصة، ويقدم اقتراحات محددة لتسوية المسائل الموضوعية.
ولا يوجد التزام على أية دولة في أن تقدم وساطتها، وهي إنما تقوم بذلك بملء إرادتها كما هوعليه الحال في المساعي الحميدة. كذلك فإن أياً من طرفي النزاع أو كلاهما حر في قبول و رفض عرض بالوساطة .

متى تنتهي أعمال الوساطة ؟


تنتهي أعمال الوساطة عند :

" تسوية النزاع
أو
عندما يقرر أحد الأطراف أو الوسيط نفسه أن الأقتراحات المقدمة منه غير مقبولة وأنه لافائدة من الأستمرار في مهمته "


4/ [ التحقيق ]

تعريف التحقيق :
أن تعين الدولتان المتنازعتان لجنة تحقيق تكون مهمتها الوحيدة تقصي حقائق الأمور ولكن دون أن تعلن بأية طريقة عن المسؤليات, والتي ستظهر غالباً من العرض الموضوعي للحقائق .
وتترك للدول أمر استخلاص النتائج وتسوية الموضوع اما مباشرة أو بالالتجاء الى التحكيم .

التنظيم القانوني للتحقيق :


1- هذه الطريقة لتسوية المنازعات كانت من ابتكار مؤتمر لاهاي الأول عام 1899

2- وفقاً لأتفاقية لاهاي الأولى تتسم طريقة التحقيق بالخصائص الاتية :

أ . تهدف الى حسم مسائل واقعية .
ب.أنها اجراء اختياري لاتلجأ له الدول الا عندما تسمح الظروف بذلك .
جـ .ليس لتقرير اللجنة أي صفة الزامية,اذ يبقى الأطراف أحراراً فيما يرتبونه عليه .


5/ [ التوفيق ]

تعريف التوفيق : تسوية النزاع عن طريق احالته الى لجنة محايدة تتولى تحديد الوقائع واقتراح التسوية الملائمة على أطراف النزاع .

خصائص نظام التوفيق:

1- اللجوء اليه أمر ملزم اذا ماطلبه احد الأطراف .
2- تقرير اللجنة ليست له اية قيمة الزامية حيث يبقى للأطراف الحرية الكاملة للأخذ بهذا التقرير .
3- تعمل اللجنة جهدها في التوفيق بين الأطراف ولا يتعدى دورها هذه الحدود

التنظيم القانوني للتوفيق :

لقد أنشئت طريقة التوفيق بعدد كبير من الأتفاقيات والمعاهدات فيتم التوفيق عادة بالمعاهدات الثنائية , كما يتم التوفيق أحياناً بالمعاهدات الجماعية .

لجان التوفيق :

يتم التوفيق من خلال انشاء لجان تسمى لجان التوفيق ويحكم عمل هذه اللجان بعض القواعد وهي :

أ‌- من حيث تنظيمها :
تقوم على مبادئ الجماعية والمساواة والأستمرارية فتتكون عادة من ثلاثة أو خمسة أشخاص تكون صلاحياتهم متساوية .


ب – من حيث اختصاصها :
تهدف الى تسوية تعارض المصالح ويتحدد دور اللجنة في توضيح وجهات نظر الأطراف المتنازعة وعرض ماتراه ملائماً لتسوية النزاع .


جـ - من حيث اجراءاتها :
تحيل معظم اتفاقيات التوفيق الى الاجراءات المقررة للجان التحقيق والتي تنص على ان تكون اجتماعات اللجنة سرية , وأن يكون نشر تقريرها اختيارياً , وأن تتخذ قراراتها بأغلبية الأصوات


أحدث أقدم